تمثل العلاقة بين الثقافة والشخصية أحد أهم الجوانب التي تحدد هوية الأفراد وسلوكهم داخل المجتمع. فالثقافة ليست مجرد إطار خارجي يؤثر على الأفراد، بل هي جزء لا يتجزأ من تكوين الشخصية، حيث تعمل على تشكيل القيم، والمعايير، والسلوكيات التي تحدد طريقة تفكير الأفراد وتفاعلهم مع الآخرين.
وكثيرا ما نقل الأدب بعض الخاملين إلى دائرة الفعل، والإنتاجية. وبذلك يبرز دوره في توجيه الجماهير، وتنمية الأذواق. ولنا أن نتساءل عن المعين الذي يستقي منه قادة الرأي أفكارهم، وعن المنبع الثَّرِّ الذي يرتوي منه رواد الإصلاح، ويستلهمون رؤاهم، وعن المعين الذي يزود رواد التغيير بالطاقة، والحيوية في كل زمان ومكان.
العوامل الاجتماعية المؤثرة في هذا العلم تشمل البيئة الاجتماعية، التربية، القوانين والتنظيمات المجتمعية، والتكنولوجيا ووسائل الاتصال.
هناك علاقة بين ثقافة المجتمع وشخصية المواطن الذي يعيش في إطاره، وكما أن المواطن يولد داخل مجتمع ما فهو يولد أيضا داخل ثقافة خاصة تشكل شخصيته، فالثقافة هي الإطار والأساس والوسط الذي تنمو فيه الشخصية، وهي التي تؤثر في أفكاره واتجاهاته وقيمه ومعلوماته ومهاراته وخبراته ودوافعه وطرق تعبيره عن انفعالاته ورغباته.
- تساهم التكنولوجيا في تعزيز أنماط التفكير الحديثة، والاستقلالية في اتخاذ القرارات، والانفتاح على الثقافات الأخرى.
- تسهم الشخصيات ذات التأثير الواسع، مثل المصلحين الاجتماعيين والمفكرين، في إعادة توجيه الثقافة نحو مفاهيم أكثر حداثة أو أصالة.
مفهوم الذات: يختلف مفهوم الذات بشكل كبير بين الثقافات المختلفة، ففي بعض الثقافات يتم التركيز على الذات الجماعية، بينما في ثقافات أخرى يتم التركيز على الذات الفردية.
ولا بد أن نجد ذلك المورد الصافي والمعين الذي لا ينضب، والمنبع المتدفق دائما في رحاب الأدب، وما يحمله من جماليات، وما يتمتع به من قدرة على التأثير في النفس. وقديما قال “حسان بن ثابت” بيته المشهور:
- توضح تأثير الثقافة على السلوك البشري كيف يمكن للقيم الاجتماعية أن تؤثر على القرارات الشخصية للأفراد.
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاة تَبَخَّرَ فِيَ جَوِّهَا وَانْدَثَرْ
المرجع هو موقع شامل يضم عديد المواضيع في علم النفس وعلم التربية وعلم الاجتماع والاقتصاد إلى جانب مواضيع أخرى في مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية بالاضافة إلى دروس ومقالات ، بحوث ورسائل علمية
إن كل ما سقناه من أفكار وعلاقات، تربط بين الثقافة الجمالية، والسلوك الإنساني، يؤكد ضرورة العناية بالثقافة غير المادية كرأسمال ثقافي، بإمكانه أن يجعل ما هو ثقافي غير مادي يسهم بشكل فعال في الإنتاج المادي. فالذي اكتملت عنده ملامح الثقافة الجمالية لن تراه إلا محافظا على النظام، وملتزما بالوقت، وقائما على مصالح الآخرين، بابتسامة تبعث الأمل في المحبطين، وترفع الغبن عن المحرومين، لأنه يحمل الرسالة الإيجابية في الحياة، وصدق إيليا أبو ماضي حين قال: كن جميلا ترى الوجود جميلا.
والإنسان ينزع بطبعه نحو كل ما هو جميل؛ صوتا، وصورة، وحالا، وموقفا مما يكسب الجمال أهمية كبيرة في تشكيل ما نور هو ثقافي، ويعطي ثنائية الثقافة الجمالية في علاقتها بالسلوك الإنساني موقعا مهما في تنمية الذات، وتوجيه السلوك.
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا